الاحـد 24 جمـادى الثانى 1434 هـ 5 مايو 2013 العدد 12577







سجالات

رموز «الصحوة» الخليجية.. وسراب «الربيع العربي»


  في حلقة اليوم من «سجالات» نتناول موضوع رموز الصحوة الخليجية في ظل تداعيات ظاهرة تجربة «الربيع العربي»، وما يراه كثيرون من أنها كانت سرابا. وفي هذا السياق نطرح سؤالين على أربعة خبراء ومتابعين. السؤال الأول هو «هل حاول رموز الصحوة استغلال اللحظة؟».. والسؤال الثاني هو «مع حسمهم معركة الشارع.. هل بدأوا
هل حاول رموز الصحوة استغلال اللحظة؟

طارق المبارك
نعم حاولوا استغلال اللحظة بعد فترة «مصالحة» سبقت «الربيع العربي»
  وبعيدا عن مفردة استغلال وحكم القيمة الذي تحمله، فإن رموز الصحوة حاولت استثمار مناخ «الربيع العربي» لتحقيق مطالب «صحوية»، ولكن من المهم قبل التعرّض لذلك، إلقاء نظرة فوقية تستعرض الحالة التي كانت عليها الصحوة قبل انفجار الأحداث نهاية عام 2010. على الرغم من وجود اختلافات مهمة بين السياقات الخليجية المختلفة، فإن التيار الإسلامي باختلاف مكوناته كان يعاني من فقدان للرؤية وضبابية في المشروع السياسي الذي يحمله منذ نهاية التسعينات وحتى بدء الحراك في الربيع العربي، ولذلك أسباب وأعراض، فمن أسبابه ضيق هامش المجال السياسي المتاح لهم ولغيرهم، وأيضا فقدان القيادة الصحوية للقدرة الإبداعية على إنضاج رؤية سياسية خاصة في ظروف كهذه، ومن أعراضه ازدياد الضغط الداخلي من الشباب الصحوي ومن الأتباع والمتلقين على هذه
 

د. أحمد عبد الملك
لا لم يحاولوا لأنهم مقتنعون بأن أنظمتهم خير لهم من أي شكل آخر من أشكال الحكم
  بداية، لا بد لنا من ضبط المصطلح هنا. فما المقصود بـ«الصحوة»؟ ومَن هم رموزها؟ وهل فعلا توجد «صحوة» في الخليج؟ وما أهدافها؟ ثم في أي لحظة حاولوا أو فشلوا في استغلال «الربيع العربي»؟ بداية، أنا لا أرى ملامح «صحوة» فعلية، وبالتالي لا تُخلق «الصحوة» من عدم، ولا بد من توافر مناخ ملائم لها ولحاضنيها! وإذا ما اعتبرنا بعض التحولات المجتمعية والسلوكية لبعض الأفراد صحوة، فهذا يعني أن أجدادنا وأجدادهم كانوا يعيشون «لا صحوة»، أي في غياب أو تغييب أو نوم.. وهذا كلام غير دقيق. «الصحوة» رُبطت بالوعي الديني الجماعي الذي ظهر خلال الثمانينات في بعض البلدان العربية، بعدما فشل المشروعان القومي والماركسي، وحتّمت ظروف سياسية الجهاد في أفغانستان ضد «الكَفَرة الحُمر». وأضفى رموز «الصحوة» الشكل المنظم على العمل الدعوي.
 
مع حسمهم معركة الشارع.. هل بدأوا الصدام مع مفهوم الدولة ومؤسساتها؟

د. أحمد الفراج
نعم بدأوا الصدام مع مفهوم الدولة.. لكنهم لم يحسموا الشارع بعد
  بداية، أود أن أتوقف عند السؤال ذاته، وتحديدا عند النقطة التي تشير إلى أن رموز الصحوة الإسلامية في الخليج «حسموا الشارع لصالحهم». وهو ما يردّدونه دوما في أدبياتهم، ويحاولون إشاعته بين الناس، وهذا غير دقيق. فالحقيقة تقول إنهم أقلية، ولم يحسموا الشارع لصالحهم إلا إذا كان المعيار لحسم الشارع هو الصوت العالي والصراخ من خلال الإعلام المؤدلج، ووسائل التواصل الاجتماعي. ثم إنهم أقلية مؤدلجة حتى النخاع تؤمن إيمانا عميقا بتأسيس الخلافة الإسلامية في هذا العالم الواسع، وولاؤها هو لمرشد جماعة الإخوان المسلمين أو «الخليفة المنتظر». وهم يصوّرون أنفسهم للبسطاء على أنهم أكبر مما هم في حقيقة الأمر، ويخدمهم في هذا المسعى أنهم يتلبسون بالدين، ويجعلونه مطية للوصول إلى أهدافهم السياسية. وهكذا، خارج إطار قضية «حسم
 

د. محمد الهرفي
لا لم يبدأو لأنهم لا يؤمنون بالخروج على حكوماتهم
  في البداية، أود التأكيد على أنني لست مع مصطلح «الصحوة» أو «الحركيين»، لا من الناحية اللغوية ولا الناحية الواقعية، ولكنني سأتعاطى مع هذا المصطلح بحسب الشائع عنه عند البعض. وأيضا هناك غبش واضح بين ما يشاع عن انتماءات «الصحويين» الفكرية، فهناك من يجعلهم من «الإخوان المسلمين»، وهناك رأي ثانٍ يصف أصحابه بعضهم بـ«السروريين»، مع أن هذا الوصف تبرأ منه محمد سرور زين العابدين، المنسوب إليه هذا الاسم، ونفى أن يكون له أتباع. وثمة فئة ثالثة تخلط بين هذين التيارين، وتجعل مفهوم «الصحوة» مزيجا من هذا التيار وذاك.. أو ربما سواهما أحيانا. في اعتقادي الشخصي، يصعب إعطاء «الصحوة» وصفا واحدا أو ربطهم جميعا بفكر واحد. ذلك أنهم مزيج بين من ينتمي لتيار إسلامي ومن لا ينتمي لأي تيار، وهؤلاء هم الغالبية العظمى من أتباع
 
مواضيع نشرت سابقا
.. وهل حل الجماعات في الداخل هو الشرط الأساسي للاحتواء؟
.. وهل حل الجماعات في الداخل هو الشرط الأساسي للاحتواء؟
هل ستتمكن حكومات دول الخليج من احتواء تنظيمات «الإخوان»؟
هل ستتمكن حكومات دول الخليج من احتواء تنظيمات «الإخوان»؟
دول الخليج.. والصعود الإخواني
هل القوى الإسلامية هي المسؤولة عن حالة انعدام الثقة في الشارع؟
هل القوى الإسلامية هي المسؤولة عن حالة انعدام الثقة في الشارع؟
هل تساعد الانتخابات المقررة في مصر على لملمة الأوضاع؟
هل تساعد الانتخابات المقررة في مصر على لملمة الأوضاع؟
مصر.. تحت حكم «الإخوان»